
ونظراً لاتساع التراث الشعبي غير المادي، فإنه يمكن للأفراد والجماعات أن يكونوا منتجين وحاملين لهذا التراث في آن واحد، وتعتبر الأمثال الشعبية عنصراً حيوياً من عناصر الموروث اللامادي تقوم على ما تنتجه جماعة إثنية ولغوية معينة في ظروف تاريخية وجغرافية معينة.وحرصا على الحفاظ على هذا الموروث اللامادي تسعى الهيئات الوطنية والدولية بالإضافة إلى بعض الجمعيات والمؤسسات العلمية المتخصصة إلى خلق قنوات للتواصل بينها قصد تجميع وصيانة هذا الموروث، وقد أوصت هيئة اليونسكو في دورتها الخامسة والعشرين بباريس عام 1989 بتبني هذه المبادرة والعمل على مساعدة الجهات المختصة للقيام بما من شأنه أن يصون هذا الموروث ويحافظ على تعدد الهويات والثقافات العالمية.
وليس من باب الصدفة أن يعتبر بعض الباحثين الأمثال الشعبية مدونة في غاية الأهمية لبناء بحوثهم الميدانية، ومقارباتهم العلمية، ومن هذا المنطلق أدرجت بعض الجامعات العالمية ضمن برامجها العلمية المثل باعتباره حقلا معرفياً مستقلاً، وأطلقوا عليه مصطلح: Paraméologie . وقد عقدت مؤتمرات علمية حول المثل باعتباره خطاباً متميزاً في جامعة ليل بفرنسا وغيرها من المؤسسات العلمية في الغرب، كما شكل موضوع الأمثال الشعبية محوراً هاماً ضمن اللقاءات العلمية التي عقدتها بعض المؤسسات العلمية والجامعات بالجزائر والمغرب العربي.
وتعتبر كلودين شولي ومن خلال مسارها الطويل في البحث أن علماء الاجتماع في البلاد المغاربية قد استوعبوا ضرورة القيام بمقاربات تفهامية حول المأثور الشعبي ولا سيما الأمثال الشعبية، وتؤكد قيمة هذا المتن في دراسة التحولات الاجتماعية والاستماع الدقيق للثقافة وهي تتشكل(2).
قيمة المثل كموضوع للبحث في المجال السوسيولوجي: